الجمعة، 9 أبريل 2010

كلنا نومينيز

في الزمن المستعار أقف ..أو فلنقل في الأوقات المستعارة بين اللحظة الآنية المعطاة التي لا تعترف بماض أو مستقبل ما هو إلا عمر اللحظة وبين ذاك الأوان ..حين تتفجر الحقيقة أشلاءً في وجهي على شكل فراشات أو عطر جديد لدولتشي أند جابانا أو كل هذا مجبولا برمل أسود أو ... سبائك عرق مجمد...أؤجل المهلة أحاول أن أمددها بالقوة ببهلوانيات خارقة تصطدم ببلاط من عظام اليأس.أمدد المهلة "أمطمطها".. أشدها حتى تتشقق شراييني...أمددها إلى النهاية الجسدية الطبيعية إن أمكن..

في الأوقات المستعارة:
1- أذهب لشراء السمك، لا يزال السمك يحمل وصمة عار المركبات الأمينية التي تسكنه وتحلل جماله هي ورائحة أبخرتها ، يلف لي البائع الأسماك-بجريدة عشوائية(بمعنى أنه انتقاها بعشوائية) جريدة بها نص لي...ولعدوي..على...الطرف الآخر من صفحة-إعادة صياغة التاريخ والجغرافيا- تلطخ قشور سمكة وفتات أمعائها وشيئا من الدماء أطراف نصي بينما لا تمس النص الآخر ...تلك هي قوانين ابتياع السمك ...تكتنفها الحسرة من جميع الجهات ...لا يهم، فذاك الزمن ...مستعار ..

2- أعود إلى البيت، تضع القطة أجنة صغيرة لا تتحرك ..أو ميتة هي ربما، تلتهم القطة شيئا احمرا قد يكون مشيمتها أو مخلفات الولادة..أم أنه أحد جرائها. ياي.يا الهي ..رب كنعان.. هذه هي الحقيقة الآن ..وهي لا تستأذنني بصفتي سيد الحيز ..أكاد أتقيأ أو أسقط منهاراً..تنتهي القطة المتوحشة من جريمتها وتتجه إلي لتلتهمني لكنها تقول : أكنت تريدني أن أموت جوعا حيث تتركني في حيزك هذا دون طعام ولأسابيع كثيرة أم اترك ابنتي تتعفن هنا إلى أن تعود حضرتك يا سيد الحيز من شراءك للأسماك والخضار وتلميع زجاج المقود من الدماء الفوضوية.. أحشائي أكثر احتراما من هذا.. لا يهم.. أقول لها ، فذاك الزمن ...مستعار ..

3- أجلس مع ريري في مقهى، كان اختيار المقهى سيئا نقول لبعض، كان علينا ان نختار ركنا يتلاءم مع هيبة مجمع الأحزان هذا الذي يكاد يقصم ظهورنا ، سجلي عندك من رأس الصفحة بنود إطفاء الحرائق .تأتي النادلة الصلعاء بفعل العلاج الكيميائي..سجلي عندك ..قهوة كابوتشينو بجرعات اسبرسو مضاعفة..قهوة فلتر مع حليب ساخن يرافقها ، ماء من الحنفية ( الا يكفي ما أنفقه كل شهر على المياه المعدنية على أشكالها)، مع أنني سأموت وأتذوق قطعة كعك بشيكولاطة ساخنة بلجيكية ولكن الموقف لا يتلاءم ..فسجلي عندك ...يتدافع الأطفال السعداء وأمهاتهن في ليلة العيد بين قدماي ويسكب أحد المارة الصغار المهرولين ماء الحنفية البارد على خصيتي المنكمشتين أصلا..كان الاختيار سيئا، وها هو المهرج بالسيقان المضاعفة عنوة يخترق ممرات المعروضات الزاعقة كلها ويتجه نحو مائدتنا الشقية وقبل أن ينقض علينا... أقف وأصرخ..كفى..قلت أن هذا الوقت مستعار..

4- أرتمي على الكنبة الحمراء، أدثر نفسي بكذبة أكاد أصدقها ، لا يقطر تمثال العذراء الكبير امامي اية زيوت عطرية اصطناعية اليوم.. التهم المكسرات والفول المسلوق مع البقدونس ومئات القطع من كعك العيد...نشاهد أنا وmaman "ستار أكاديمي"... يا ترى من هم النومينيز لهذه الحلقة ..مع أننا لا نملك إعجابا أو تفضيلا مبدئيا لنومينيز بعينهم على غيرهم...وماذا يهم؟ فجميعنا نومينيز في هذا الزمن المستعار..

نيسان 2010

هناك تعليق واحد:

  1. فعلا كلنا نومينيز في هذا الزمان رب كلمة قلتها سيد راجي ربما الدماء تلطخ نصنا لاننا سمحنا لها بذلك في حين هي مدارة لان لا تلطخ الطرف الاخر
    دودي البوريني

    ردحذف