الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

عم يلعبوا الولاد

1
أقف عند حدود وهمية متاحة للكبار في جنة الألعاب الطفولية المحتدة في نهايات الصيف الوهمي هو أيضا..سوء فهم مزمن يحكم هذا الوجود المقتطع من نكتة تاريخية غير مضحكة، هل يعرف هذان الولدان شيئا
عن ملابسات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، والإسرائيلي العربي والفلسطيني العربي والفلسطيني الفلسطيني والشرقي الغربي والإسلامي اليهودي والإيراني السعودي و..و..حتى يتحابا بهذا الشكل المحرج ..وما أنا بفاعل؟ ..يعطي الطفل الثاني طفلي الأول طابة حمراء صغيرة انهكتها بصمات الطفولة المنزوعة عن المكان والملقاة في مكان..ماذا يعرف هؤلاء كي يتحابا بهذا الشكل..ما الذي يعرفانه عن لذة الكراهية والرعشة التي يبعثها البغض في البدن...قد يذل الطفل الثاني الطفل الأول في مطار بن غوريون الدولى وهو يبحث في كل فتحاته الممكنة عن طابة بلورية حمراء من كبرياء...
يتكلم الرجل الأشقر الطويل مع الطفل الثاني إنجليزية مطعمة بعبرية ولغة ثالثة أخرى غريبة ويشرح له بمنهج تربوي غربي اسماء الحيوانات وملاحظات عن حياتها (متجاهلا حيثيات نفوقها) والنباتات وانتشارها في ارض اسرائيل وأسرار ذلك..وكأن كل شيء كان قد أعد مسبقا قبل دهور..ما هذه الأسماء يا ربة كنعان ..لا تقترب مني أيها المستوطن الإفتراضي ...لكن ماذا يهم ؟ جميعنا مستوطنون على هذه الأرض ...
يقذف طفلي الأول الكرة الحمراء ذاتها فترتطم في وجه بنت تحبوا قرب الخروف الليلكي وتلملم ما تناثر ارضا من حروف القهر ..تستحيل الكرة الحمراء زهرة مفترسة كحلّ انتقالي..أو مرحلي كما يقولون..

2
ها انا اقف عند موقف الحافلات، يعبر باص رقم 40 تضع الفتاة الشاحبة خدها على الزجاج الملوث..في الداخل تحتمي عيونها بجسور وأنفاق المدينة وبانعكاسات أبراجها المنتصبة الجاهزة للإيلاج في ثقب التاريخ والجغرافية في أية لحظة معطاة ..تحتمي بجسر المشاة فوقها وفوق الحافلة ..يقطع صخب جماعة الفتية اللاجئين من دارفور حبل أفكارها..يتحدث زعيم الشلة عن مغامراته هو وأمه حين عبرا الحدود السودانية المصرية فالمصرية الإسرائلية فالإسرائيلية الفلسطينية فالعربية الإسرائيلية فالفلسطينية الفلسطينية فالشرقية الغربية فالإسلامية اليهودية فالإيرانية السعودية فالموالاتية المعارضاتية ..في طريقهم الى أرض البرتقال المهندس وراثيا..يقول الزعيم الدارفوري: هل تشاهدون ، رصاصة الجندي المصري لا تزال في جيبي!
تحتمي الفتاة الشاحبة بخيالات جسر عملاق تتوارى جثث القطط المتعفنة بين اعمدته ..تحتمي من لحظة حميمية واحدة ستجمعها بعد قليل مع امها وأخيها حول ذكريات طفولة بعيدة في قرية قرب تشرنوبيل، عندما تحولت الطابة الحمراء الى كتلة صفراء من الحيرة.
3
ها انا أقف هنا ، قبالة سنواتي التسع ، بفارق سنتين بين النبضة والأخرى ..ثمة خطأ في الحساب ولكن ولإعتبارات بلاغية ..ها انا اقف للمرة الألف خلال تسع لحظات متداخلة ، أحاول تأجيل جذوتي كي اتمكن من نطقها..(كلمة الحب) ..قبل أن يطلق سوء الفهم المزمن المبكي منيه من جديد ...ها هي الفرصة تذوي ..كرة حمراء تصبح فحما في قلبي..
أواخر اب 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق