1
لا شك أن مسرحية "إذ قال يوسف" هي أحدى المحطات الثقافية البارزة التي قدمت محليا ولنقل فلسطينيا في هذا العام بسبب تضافر العناصر الإبداعية ، التمثيلية والإنتاجية لإطلاق هذا العمل ...ولكن هل هذا يكفي؟
تكمن مشكلة الكتابة عن هذه المسرحية من أثر الحملة الترويجية التي استبقتها ، أثرها على الجمهور وعلى المشهد الثقافي فالحملة لم تكن مجرد تسويق في إطار المعقول قبل العرض الأول بل أنها جاءت مطعمة بالتبجيل الذاتي والتبجيل الجماعي حتى قبل العرض الأول للعمل ، فالمكان الذي يضعك فيه القيمون على هذا لا مجال بعده سوى الى التهاوي مع توقعاتك أو بالأحرى التهاوي لدى ارتطام التوقعات المعدة سلفا مع النتائج . لا أعرف أحدا في حيفا لم يروج لهذا العمل ويبجله ولا أعرف أحدا في حيفا لم يرسل لي دعوة لحضور العمل أو بوستر له وهكذا سواء كان ذلك من خلال الفيسبوك أو البريد الألكتروني فكأن مدينة كاملة تطبّل لمسرحية، وقد يقول قائل أن هذه طريقة ذكية لتعبئة قاعة العرض على مدار ثلاث ليال متتالية ولكنها وبأثر عكسي تضع العمل في مأزق تبرير ذلك وهنا يكمن الخطأ ولنقل هنا جاءت الإشكالية ، فتبجيل العمل قبل عرضه جاء من من تربطهم علاقات قربى وصداقة وزمالة بعناصر العمل (وهم كثر) مما أبقى الجمهور (الآخر) في حالة من الخجل من كيفية وجوب تعبيره عن ردة فعله بعد المسرحية بسبب الإجماع المحيط والمقنّع في الغالب..وهذا لا يعيدنا أو لا يبقينا سوى في مناخ ثقافة "البلدة الصغيرة النائية" التي لا مهرب لجمهورها من القليل الذي يقدم لها مع ما يرافق ذلك من حرج نقدي يخلق جمهورا غير واع أصلا.
2
"إذ قال يوسف" عمل لا يتميز بشيء سوى بكونه هو ، وهو نتاج جهد جماعي من مجموعة "شبر حر" بالاشتراك مع مسرح young pic في لندن، تتحدث المسرحية عن النكبة التي عصفت بقرية "بيسمون" في شمال فلسطين من خلال يوسف وعلي، أخوان في مقتبل العمر تربطهما علاقة غريبة و معقدة. علي القوي الوسيم العاشق، ويوسف البسيط طيب القلب المُتَعلق بأخيه.
تأتي خيبتي الكبرى والشخصية من العمل من طريقة طرحه للنكبة –التي جاءت جافة وتقليدية ودون أي تحوير وخاصة اننا في زمن (ادبي على الأقل) تعاد فيه قراءة أحداث النكبة وتداعياتها من جديد وخاصة حكاية سقوط المدن الكبرى كحيفا ويافا ، فجاءت الحوارات طويلة مطعمة بخطب صماء وشعارات نكبوية وبكائيات غير مقنعة ومعدة مسبقا ولا تفضي الى أي مكان ولا الى تطور الخطوط الدرامية بين الأخوين يوسف وعلي وبين علي وحبيبته ندى.
يقف الممثل المبدع عامر حليحل وحيدا على الخشبة تقريبا ، يحاول في مشاهد طويلة أن يسند العمل بذراعية وبموهبته الجبارة، فتأتي ممثلة تؤدي بمستوى "يوم الطالب" فيجاهد ويجاهد ولكن أحيانا عبثا...كما لا تسعفه مونولوجات الولولة والندب الطويلة والتي يمكن اقتطاعها الى الثلث ولا الأداء الإستعراضي والتهريجي أحيانا ليوسف ابو وردة ولا التمثيل القديم والكاريكاتيري لسلوى نقارة وخاصة عند تقمصها دور المرأة الريفية. ولا الإداء الأحادي وغير المتلون لعلي سليمان.
تكمن مشكلة هذا العمل في الفجوة الهائلة بين النص وبين الإخراج الرائع وخاصة فكرة الفيضان المبدعة بالنصف الثاني من العرض(حتى أنني كدت اختنق بحق من أثر الماء)، وأقولها بصراحة كان على المخرج التخلي عن الصياغة النهائية للنص لكاتب مختص ولصالح رؤية إخرجية أكثر تكثيفا وحدة، وسردا نكبويا أكثر حداثوية.
لا شك أن مسرحية "إذ قال يوسف" هي أحدى المحطات الثقافية البارزة التي قدمت محليا ولنقل فلسطينيا في هذا العام بسبب تضافر العناصر الإبداعية ، التمثيلية والإنتاجية لإطلاق هذا العمل ...ولكن هل هذا يكفي؟
تكمن مشكلة الكتابة عن هذه المسرحية من أثر الحملة الترويجية التي استبقتها ، أثرها على الجمهور وعلى المشهد الثقافي فالحملة لم تكن مجرد تسويق في إطار المعقول قبل العرض الأول بل أنها جاءت مطعمة بالتبجيل الذاتي والتبجيل الجماعي حتى قبل العرض الأول للعمل ، فالمكان الذي يضعك فيه القيمون على هذا لا مجال بعده سوى الى التهاوي مع توقعاتك أو بالأحرى التهاوي لدى ارتطام التوقعات المعدة سلفا مع النتائج . لا أعرف أحدا في حيفا لم يروج لهذا العمل ويبجله ولا أعرف أحدا في حيفا لم يرسل لي دعوة لحضور العمل أو بوستر له وهكذا سواء كان ذلك من خلال الفيسبوك أو البريد الألكتروني فكأن مدينة كاملة تطبّل لمسرحية، وقد يقول قائل أن هذه طريقة ذكية لتعبئة قاعة العرض على مدار ثلاث ليال متتالية ولكنها وبأثر عكسي تضع العمل في مأزق تبرير ذلك وهنا يكمن الخطأ ولنقل هنا جاءت الإشكالية ، فتبجيل العمل قبل عرضه جاء من من تربطهم علاقات قربى وصداقة وزمالة بعناصر العمل (وهم كثر) مما أبقى الجمهور (الآخر) في حالة من الخجل من كيفية وجوب تعبيره عن ردة فعله بعد المسرحية بسبب الإجماع المحيط والمقنّع في الغالب..وهذا لا يعيدنا أو لا يبقينا سوى في مناخ ثقافة "البلدة الصغيرة النائية" التي لا مهرب لجمهورها من القليل الذي يقدم لها مع ما يرافق ذلك من حرج نقدي يخلق جمهورا غير واع أصلا.
2
"إذ قال يوسف" عمل لا يتميز بشيء سوى بكونه هو ، وهو نتاج جهد جماعي من مجموعة "شبر حر" بالاشتراك مع مسرح young pic في لندن، تتحدث المسرحية عن النكبة التي عصفت بقرية "بيسمون" في شمال فلسطين من خلال يوسف وعلي، أخوان في مقتبل العمر تربطهما علاقة غريبة و معقدة. علي القوي الوسيم العاشق، ويوسف البسيط طيب القلب المُتَعلق بأخيه.
تأتي خيبتي الكبرى والشخصية من العمل من طريقة طرحه للنكبة –التي جاءت جافة وتقليدية ودون أي تحوير وخاصة اننا في زمن (ادبي على الأقل) تعاد فيه قراءة أحداث النكبة وتداعياتها من جديد وخاصة حكاية سقوط المدن الكبرى كحيفا ويافا ، فجاءت الحوارات طويلة مطعمة بخطب صماء وشعارات نكبوية وبكائيات غير مقنعة ومعدة مسبقا ولا تفضي الى أي مكان ولا الى تطور الخطوط الدرامية بين الأخوين يوسف وعلي وبين علي وحبيبته ندى.
يقف الممثل المبدع عامر حليحل وحيدا على الخشبة تقريبا ، يحاول في مشاهد طويلة أن يسند العمل بذراعية وبموهبته الجبارة، فتأتي ممثلة تؤدي بمستوى "يوم الطالب" فيجاهد ويجاهد ولكن أحيانا عبثا...كما لا تسعفه مونولوجات الولولة والندب الطويلة والتي يمكن اقتطاعها الى الثلث ولا الأداء الإستعراضي والتهريجي أحيانا ليوسف ابو وردة ولا التمثيل القديم والكاريكاتيري لسلوى نقارة وخاصة عند تقمصها دور المرأة الريفية. ولا الإداء الأحادي وغير المتلون لعلي سليمان.
تكمن مشكلة هذا العمل في الفجوة الهائلة بين النص وبين الإخراج الرائع وخاصة فكرة الفيضان المبدعة بالنصف الثاني من العرض(حتى أنني كدت اختنق بحق من أثر الماء)، وأقولها بصراحة كان على المخرج التخلي عن الصياغة النهائية للنص لكاتب مختص ولصالح رؤية إخرجية أكثر تكثيفا وحدة، وسردا نكبويا أكثر حداثوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق