الخميس، 1 يوليو 2010

Sex and the city 2 كيف تأكل المرأة المنقبة أصابع التشيبس?

لا شك أن الأشرطة السينمائية التي تلت المسلسل الأمريكي الشهير Sex and the city جاءت تتويجا واستثمارا لنجاح العمل التلفزيوني لا أكثر ولا أقل ومن خلال سيناريوهات مهلهلة فاضحة بضعفها وتترك المجال برحابة صدر وبتواطؤ لعرض الأزياء والإكسسوارات الأسخن والأرقى في العالم ، إلى درجة جعلت تناول الأعمال السينمائية هذه في الإعلام الغربي يتركز ويسلط الأضواء على أسماء المصممين الكبار والواعدين الذين نالوا شرف ظهور حاجياتهم الأزيائية بالفيلم الأول الذي هو عبارة عن مهزلة سينمائية حقيقية على صعيد القصة والسيناريو ..وقد نالت حمى الأزياء هذه من الفيلم بجزئه الثاني بشكل حجب الأنظار عن كل شيء آخر ...وهكذا تجاهل الإعلام المتخصص الغربي قصة Sex and the city 2 الإشكالية عن سبق إصرار بينما تم التركيز على مصادر الفساتين والإكسسوارات والحلي والحقائب وحتى الأثاث والديكور المنزلي ..وبالفعل فإن الشريط الذي يمتد على حوالي 150 دقيقة عرض سينمائي هو عبارة عن فيلم ترويجي ممتاز لآخر وأغلى صرعات الأناقة العالمية والتي ستجتاح العالم في هذا الصيف انطلاقا من حاضرته الأبدية "نيويورك"..ويقودني هذا الى مدينة أخرى هي "أبو ظبي" فيها تجري أحداث معظم الفيلم حيث تسافر البطلات بدعوة من شيخ إماراتي برحلة ملوكية للترويج لفندقه الفاحش الفخامة بخدمه وحشمه ..ومن هنا تبدأ المقارنة الحتمية بين المدن نيويورك-أبو ظبي (هذا وعلى الرغم من تواضع المستوى الفني للعمل).
عندما يظهر عالمنا العربي في أفلام هوليوودية يركبنا كنقاد ومشاهدين ألف عفريت حول النظرة النمطية، التشويه وتزييف صورة العرب ، وبحق أقول أن هذا ما انتابني عندما بدأت تظهر الصورة "النمطية" لأبي ظبي في الفيلم ..سأكتب ضد النظرة النمطية العنصرية هذه..ولكن ومع نهاية الشريط ومع خروجي من دار العرض توقفت قليلا وتمتمت في داخلي "بتعرفوا شو؟؟معهن حق"...
حتى وإن كانت مقاصد صناع الفيلم شيطانية وخبيثة ..أليست هذه هي الحقيقة؟ حقيقتنا الآن كعرب نقف حائرين خارج الفعل الإنساني؟ ففي صراع نيويورك- أبو ظبي ...نيويورك هي الفائزة وبجدارة فهي مدينة القشور البراقة والموضة والإجرام (إن أردتم) ولكن أيضا الثقافة والأدب والفنون والتقدم التكنولوجي وتقديس الفرد وحريته الفكرية والجنسية والشعورية ..بينما تقف أبو ظبي بأبراجها الشاهقة وفخامتها وأناقتها وقشورها زاعقة اللون ..تقف على ركام من التقاليد الشرسة والخواء...فالفيلم لم يزيف شيئا للأسف- ينجز العرب كل شيء بإتقان على صعيد الشكل وهنا ينتهي كل شيء فالشكل والمظهر الخارجي ..الشكلي والديني وإلى ما ذلك يحكم كل شيء وليس فقط في الخليج ولكن أيضا في بلاد الشام ومصر والمغرب...فبالفعل شغلنا الشاغل حاليا ..ما هو شكل الحجاب أو النقاب الذي يتوجب على المرأة وضعه وكيف بحق السماء ستأكل طبق البطاطا المقلية دون أن تزيل النقاب كما حدث في أحد مشاهد الفيلم المحرجة...أبو ظبي كمثيلاتها من المدن العربية تتعرى فجأة من طلائها البراق وتكشف عن أنيابها عندما يتجرأ أحدهم على طرح جنسويته على الملأ وبسذاجة بينما يسمح كل شيء في الحجر والقصور المغلقة المؤمنة من قبل حراس هنود..بينما يتفنن الغرب في إبداع أساليب تعزز حرية أفراده الفكرية والعقائدية والجنسية بشكل أصبح مفهوما ضمنا وخارج البحث أصلا .
إذا هذه صورة العرب الآن- كيف تأكل المرأة المنقبة أصابع التشيبس- الإجابة ضمن أحداث Sex and the city 2 ويكفي فيلم رائج شاهده مئات الملايين حتى الآن في أنحاء العالم لتكريس صورة ...هي للأسف غير نمطية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق