- حتى عندما تتكلم هنالك صمت في كلماتك..
يا للصفعة ، الى هذه الدرجة باتت كلماتي مجبولة بالقلق والذعر ..بالخوف؟ تمضي في الشارع معتقدا أنك تنشر الثقة واليقين والطمأنينة على من هم حولك وعلى من ينبش بحاوية الزبالة في طريق سلمة ويبحث فيها عن حطام أيامه ... وعلى من يجلس قبالتك في المقهى وهو يرقبك يائسا وكأنه يقول...لا أفهم...لا أفهمك ولن أفهم ما ستقوله الآن...
ويكمل...
- ولكنك تتحول فجأة الى بعيد..بعيد جدا..بعد قاتل ذاك...يا لجبروتك هذا..
- كيف تراني من بعد كهذا؟
- لا أراك ..أكتفي بالفكرة ..وبشكل عيون كنت قد ادخرتها ببطء وعلى مهل في ذاكرتي المشوهة ضمنا ...
- آه عيوني..عيوني الخائرة تلك، إذا دمجتها مع أثر شعري الكث، المنكوش والعصي على التسريح فالنتيجة قاتلة وصعبة للغاية...
- لكنك..
- لحظة ، هذا غير شعوري العام بالوهن وبأنني مقبل على الإصابة بالحمى المميتة...
- مرة أخرى..ولكنك قلت لي ذلك بالأمس وقبل ثلاثة ايام وقبل أسبوع وقبل شهر..لم أعد أفهمك ولن أفهم ما ستقوله الآن..
- أنظر حولك..أنظر ..الحمى تملأ البلاد ، يتقيأ الناس في الشارع ...تسد مخلفات الإسهال إسفلت الزقاقات ، تمتليء الطرقات بجثث الكلاب التي نهشتها الفيروسات ...لم أعد أقوى على تحمل أنفاس البشر أمامي ..لم أعد..يا الهي .صرت اخاف ان أقيس حرارتي .الا ترى كيف اتعرق بجنون ..
- ولكنك بعيد، ولا تنصت وتخاف ان يلامسوك ..كل هذا مجازيا أيضا...
- وماذا عن الفيروسات التي تحاصرنا، ألا تشتم رائحة القمامة، رائحة الفيروسات المحتفلة بنصرها المجلجل على البشرية ...
"الصمت الساكن في كلماتي..وذلك الجسد الآخذ بالذبول والتساقط قطعة تلو الأخرى وها أنا أتساقط معه بعذوبة ..ما أرق الطريق الى الموت ...كل ذاك النقاء" (من أقوال دراما كوين)....
- لا علاقة بين كل ذلك وبين كونك بارد وبعيد وتسمع ما يقال لك وتعالجه في دماغك بطريقة عجيبة ثم تأتي ردة الفعل على الجملة...اي جملة...كل جملة ...بشكل انتقائي مصطنع وعام جدا ولا يتناسب بتاتا ولا يلاءم الجملة الابتدائية ، أو الموضوع ...أو حتى تكتكة الألغام في الكلمات ...أبحث في عينيك أبحث وأبحث ولا أجد سوى غابة من ال...العبث...أوووف
- -للب.......
- لحظة!! أكاد أجن ...
- إنتظر قليلا..لدي قشعريرة ..يبدو أن ذاك الأمر يقترب...
- يبدو ان لدي بندقية
أمضى مع الفيروسات الفتاكة ، لم اعد استطيع تجاهلها ، أحيا معها ، أتنفسها ..أصلا تجاهلها يعتبر مهزلة غير مسؤولة..بالأمس انتابني صداع فتاك وحرارة خفيفة حاولت تجاوز ال37 والنصف ثم ندمت ، تعرقت كالفقماء طوال الليل وقبل ذلك بأسبوع لم انم من الم الحلق الذي أصبح كذبة خلال ساعتين، لقد غاب ألم الحلق وتبقيت مع أثار الأرق طوال 24 ساعة ..فلم استيقظ بعدها بيومين ..لم أقم من الفراش ووصلت الى العمل منبوش الرأس غير حليق وكما نقول بالشوارعية الفلسطينية "زي الغولة اللي ماكلة ولادها" فشربت قهوة حلمت بها كل الطريق في الحافلة المحشوة بالفيروسات والشبق الأفريقي والروسيات الأرقات الحائرات ..ثم تناولت سيجارة أولى لم أكف من وقتها عن السعال ..وها أنا أشعر بقشعريرة من جديد.. زكام، سعال، تعرق، قشعريرة، غثيان، نعاس، أرق، صداع نابع عن أرق، صداع نابع عن احتباس ، صداع ينفلت من مسألة، عيون غائرة، عيون منتفخة، عيون كانت فاجرة ،...عيون ذابلة في زمن الفيروسات الحزينة..
حتى عندما تتكلم هنالك رغبة بين شفتي..شفتي التي لم يرطبها لعاب غريب منذ دهر ..ولكنني أمضي بين الأسلاك الشائكة للمسألة! لتلك الحسابات الصغيرة ، الخائفة، القلقة الهلعة ..حسابات الوسطيين
ماذا لو؟؟ماذا سيحدث لو ترطبت شفتي بلعاب يحمل...
ماذا سيحدث لو تعمد جسدي بلعاب يحمل ما يحمل من حب و...
ماذا لو؟
-لا شيء، لا شيء يحدث اصلا كي يتغير ويصبح شيئا جديدا !
يناير 2010
يا للصفعة ، الى هذه الدرجة باتت كلماتي مجبولة بالقلق والذعر ..بالخوف؟ تمضي في الشارع معتقدا أنك تنشر الثقة واليقين والطمأنينة على من هم حولك وعلى من ينبش بحاوية الزبالة في طريق سلمة ويبحث فيها عن حطام أيامه ... وعلى من يجلس قبالتك في المقهى وهو يرقبك يائسا وكأنه يقول...لا أفهم...لا أفهمك ولن أفهم ما ستقوله الآن...
ويكمل...
- ولكنك تتحول فجأة الى بعيد..بعيد جدا..بعد قاتل ذاك...يا لجبروتك هذا..
- كيف تراني من بعد كهذا؟
- لا أراك ..أكتفي بالفكرة ..وبشكل عيون كنت قد ادخرتها ببطء وعلى مهل في ذاكرتي المشوهة ضمنا ...
- آه عيوني..عيوني الخائرة تلك، إذا دمجتها مع أثر شعري الكث، المنكوش والعصي على التسريح فالنتيجة قاتلة وصعبة للغاية...
- لكنك..
- لحظة ، هذا غير شعوري العام بالوهن وبأنني مقبل على الإصابة بالحمى المميتة...
- مرة أخرى..ولكنك قلت لي ذلك بالأمس وقبل ثلاثة ايام وقبل أسبوع وقبل شهر..لم أعد أفهمك ولن أفهم ما ستقوله الآن..
- أنظر حولك..أنظر ..الحمى تملأ البلاد ، يتقيأ الناس في الشارع ...تسد مخلفات الإسهال إسفلت الزقاقات ، تمتليء الطرقات بجثث الكلاب التي نهشتها الفيروسات ...لم أعد أقوى على تحمل أنفاس البشر أمامي ..لم أعد..يا الهي .صرت اخاف ان أقيس حرارتي .الا ترى كيف اتعرق بجنون ..
- ولكنك بعيد، ولا تنصت وتخاف ان يلامسوك ..كل هذا مجازيا أيضا...
- وماذا عن الفيروسات التي تحاصرنا، ألا تشتم رائحة القمامة، رائحة الفيروسات المحتفلة بنصرها المجلجل على البشرية ...
"الصمت الساكن في كلماتي..وذلك الجسد الآخذ بالذبول والتساقط قطعة تلو الأخرى وها أنا أتساقط معه بعذوبة ..ما أرق الطريق الى الموت ...كل ذاك النقاء" (من أقوال دراما كوين)....
- لا علاقة بين كل ذلك وبين كونك بارد وبعيد وتسمع ما يقال لك وتعالجه في دماغك بطريقة عجيبة ثم تأتي ردة الفعل على الجملة...اي جملة...كل جملة ...بشكل انتقائي مصطنع وعام جدا ولا يتناسب بتاتا ولا يلاءم الجملة الابتدائية ، أو الموضوع ...أو حتى تكتكة الألغام في الكلمات ...أبحث في عينيك أبحث وأبحث ولا أجد سوى غابة من ال...العبث...أوووف
- -للب.......
- لحظة!! أكاد أجن ...
- إنتظر قليلا..لدي قشعريرة ..يبدو أن ذاك الأمر يقترب...
- يبدو ان لدي بندقية
أمضى مع الفيروسات الفتاكة ، لم اعد استطيع تجاهلها ، أحيا معها ، أتنفسها ..أصلا تجاهلها يعتبر مهزلة غير مسؤولة..بالأمس انتابني صداع فتاك وحرارة خفيفة حاولت تجاوز ال37 والنصف ثم ندمت ، تعرقت كالفقماء طوال الليل وقبل ذلك بأسبوع لم انم من الم الحلق الذي أصبح كذبة خلال ساعتين، لقد غاب ألم الحلق وتبقيت مع أثار الأرق طوال 24 ساعة ..فلم استيقظ بعدها بيومين ..لم أقم من الفراش ووصلت الى العمل منبوش الرأس غير حليق وكما نقول بالشوارعية الفلسطينية "زي الغولة اللي ماكلة ولادها" فشربت قهوة حلمت بها كل الطريق في الحافلة المحشوة بالفيروسات والشبق الأفريقي والروسيات الأرقات الحائرات ..ثم تناولت سيجارة أولى لم أكف من وقتها عن السعال ..وها أنا أشعر بقشعريرة من جديد.. زكام، سعال، تعرق، قشعريرة، غثيان، نعاس، أرق، صداع نابع عن أرق، صداع نابع عن احتباس ، صداع ينفلت من مسألة، عيون غائرة، عيون منتفخة، عيون كانت فاجرة ،...عيون ذابلة في زمن الفيروسات الحزينة..
حتى عندما تتكلم هنالك رغبة بين شفتي..شفتي التي لم يرطبها لعاب غريب منذ دهر ..ولكنني أمضي بين الأسلاك الشائكة للمسألة! لتلك الحسابات الصغيرة ، الخائفة، القلقة الهلعة ..حسابات الوسطيين
ماذا لو؟؟ماذا سيحدث لو ترطبت شفتي بلعاب يحمل...
ماذا سيحدث لو تعمد جسدي بلعاب يحمل ما يحمل من حب و...
ماذا لو؟
-لا شيء، لا شيء يحدث اصلا كي يتغير ويصبح شيئا جديدا !
يناير 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق